لم يحظى السودان منذ فجر استقلاله بالاستقرار الكافى لا نجاز برامجه السياسية والاقتصادية والاجتماعية المطلوبة وذلك نسبة لوقوعه فى شرك الدائرة الشريرة والتآمر على مشروعه الديمقراطى والوطنى , ولم يرى السودان نظاما شموليا وقمعيا طيلة تاريخه بما فى ذلك العهد الاستعمارى البغيض كما رأى من نظام الانقاذ الشمولى والقمعى والاقصائى والذى شرد وقتل وأفقر السواد الاعظم من جماهير شعبنا ..
لذا تعد الانتخابات القادمة مفصلا مهما وخطيرا لتصفية نظام الجبهة الاسلامية الذى جثم على صدورنا ردحا من الزمن والذى فشلت معه كافة اساليب النضال المجرب فى النظامين العسكريين السابقين وذلك لاساليب القمع اللاخلاقية والممارسات التى لا يقبلها دينا وعقلا فى حق شعبنا الصابر ..
لقد قبلت القوى السياسية الديمقراطية بخيار اتفاق نيفاشا للسلام الشامل على الرغم من العيوب التى شابته وكرست لشكل جديد من اشكال الشمولية وهو انفراد حزبين لا يمثلان جموع الشعب ولكن لانها اوقفت نزيف الحرب فى الجنوب واتاحة هامشا من الحريات بالعمل بمبادئ الدستور الانتقالى واقرار مبدأ الانتخابات كنظام سلمى لتداول السلطة ,,
اذاّ فان الانتخابات القادمة هى الفرصة الوحيدة لتحالفات القوى الديمقراطية للاطاحة بنظام الجبهة الظلامية البوليسية .. لقد عرف السودان نظام الانتخاب الحر المباشر ومشاركة المرأة تحديد واعطاءها حقها فى الترشح والانتخاب منذ وقت مبكر اى فى العام 1954م من أوائل الانظمة فى النطقة العربية والافريقية تقدما فى فهم دور المرأة فى الحياة السياسية ..
حتى هذه اللحظة لم تتوصل المفوضية القومية للانتخابات- وهى افرازات اتفاق السلام- من التوصل لصيغة مشروع نهائى لقانون الانتخابات ومازال تاريخ قيامها يكتنفه الغموض المريب ولا نستبعد ان يباغتنا هذا النظام الشمولى للاعلان عن قيامها فى وقت من العام المقبل ومايجرى وراء الكواليس يؤكد النية المبيتة لمباغتة القوى السياسية المعارضة ,, خاصة وان الاحصاء السكانى مازال غائبا على الرغم من الجدل الدائر حوله الا ان هنالك بعض الارهاصات تدعو للشك فى نية النظام للتلاعب بالتعداد السكانى لمصلحته وهذا ما سنكشفه لاحقا ..
بالاضافة للاجتماعات ذات الطابع السرى والتى تتم فى الدوائر الجغرافية المختلفة بالاغراءات المادية والتهديدات الرعناء وهذا ما اكدته المصادر الموثوق منها وهذا ما نكشفه ونفضحه لاحقا وقندتو ليست ببعيدة عن هذه الاساليب الفاضحة .. اذاّ لابد من تحرى اليقظة والتحلى بالتضحية لكشف وفضح اساليب نظام الجبهة حتى لايجثم على صدرنا ..